توصلت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إلى اتفاق “تاريخي” حول تطبيع العلاقات، أعلن عنه من واشنطن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هو الأول بين إسرائيل ودولة عربية بعد اتفاقات السلام الموقعة مع مصر والأردن والفلسطينيين.
وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة تحدث عن “إنجاز دبلوماسي” واتفاق “على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”. كما أشار الى أن الاتفاق يشمل وقف إسرائيل عملية ضمّ أراض في الضفة الغربية المحتلة.
وسارعت حركة حماس الى رفض الاتفاق، معتبرة إياه “تنكراً” لحقوق الفلسطينيين، بينما تحدث نتانياهو، كما ترمب، عن “يوم تاريخي”، واعتبرت الإمارات أن الاتفاق “خطوة جريئة لضمان حل الدولتين”.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة على تويتر “إنه اختراق ضخم”، متحدثا عن “اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا الكبيرين”.
وأعلن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة على “تويتر” أن بلاده اتفقت مع إسرائيل على “وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا الى علاقات ثنائية”.
وجاء في البيان المشترك أن ترامب ونتنياهو وبن زايد اتفقوا في اتصال هاتفي بينهم جرى اليوم “على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.
ووصف البيان الاتفاق بـ”الإنجاز الدبلوماسي التاريخي” الذي من شأنه “أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة”.
وأكد أن إسرائيل “ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية” بحسب ما كانت تنص عليه خطة ترامب للسلام، و”تركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي”.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أواخر كانون الثاني/يناير عن خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تنص على ضم إسرائيل للمستوطنات ومنطقة غور الأردن في الضفة الغربية. وكانت إسرائيل تبحث في آلية لتنفيذ عملية الضم.
وأشار البيان المشترك إلى أن وفودا من الإمارات وإسرائيل ستجتمع “خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة”.
– “خطوة جريئة” –
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش لصحافيين “ما قمنا به (…) خطوة جريئة لضمان حل الدولتين”، مضيفا أن السفارة الإماراتية لن تكون في القدس وأنّ افتتاحها “لن يتطلب وقتا طويلا”.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان إنه “يوم تاريخي” و”خطوة حاسمة نحو السلام في الشرق الأوسط”.
وتابع “إنه نجاح كبير للدولتين الأكثر تقدما على صعيد التكنولوجيا في العالم”.
وعبر عن أمل بلاده في أن “تكون هذه الخطوة الجريئة الأولى في سلسلة تنهي 72 عاما من العداء في المنطقة”.
ورحبت مصر التي كانت أول دولة عربية وقعت اتفاقا للسلام مع إسرائيل في العام 1978 بالاتفاق.
وثمن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاتفاق مؤكدا عبر تغريدة على تويتر “تابعت باهتمام و تقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للاراضي الفلسطينية”، معتبرا أنها خطوات “من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط”.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إلى “اجتماع عاجل” لمستشاريه لمناقشة اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية قبل إصدار بيان حوله.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”، إن عباس دعا الى “اجتماع عاجل يعقبه بيان حول الإعلان الثلاثي الأميركي الإماراتي الإسرائيلي الذي أعلن مساء اليوم الخميس”.
ورفضت حركة حماس الفلسطينية الاتفاق. وقالت على لسان الناطق باسمها حازم قاسم “هذا الاتفاق مرفوض ومدان ولا يخدم القضية الفلسطينية ويعتبر استمرارا للتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني”. وأضاف لوكالة فرانس برس إن الاتفاق “مكافأة مجانية للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه”، و”يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من المجازر”.
ووقع الفلسطينيون اتفاق سلام مع إسرائيل العام 1993 قامت بموجبه السلطة الفلسطينية.
كما وقع الأردن اتفاق السلام في 1994.
وسجلت خلال السنوات الأخيرة خطوات تقارب واضحة وكثيرة بين إسرائيل وعدد من دول الخليج.