استخدمت روسيا والصين حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، ضد تمديد آلية إيصال المساعدات الدولية عبر تركيا، إلى نحو 3 ملايين شخص في سوريا.
وصوت مجلس الأمن، مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك، على مشروع قرار ألماني بلجيكي مشترك، بشأن تمديد آلية إيصال المساعدات الدولية إلى سوريا، عبر معبري “باب السلام” و”باب الهوى” (بتركيا)، لمدة عام كامل.
واعترضت روسيا والصين على تمديد آلية إيصال المساعدات إلى سوريا عبر تركيا، لتبدأ عملية إغلاق البوابتين الحدوديتين أمام مرور قوافل المساعدات الدولية إلى سوريا اعتباراً من 10 تموز الجاري.
بدورها اتهمت الولايات المتحدة، روسيا والصين بـ” استغلال مجلس الأمن الدولي كأداة لتنفيذ أجندتيهما الوطنية الضيقة علي حساب ملايين السوريين الأبرياء”.
جاء ذلك في بيان وزعته البعثة الامريكية لدى الأمم المتحدة على الصحفيين بنيويورك، عقب استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة صدور قرار ألماني – بلجيكي مشترك بالتمديد لآلية إيصال المساعدات العابرة للحدود لسوريا عبر تركيا، حيث قالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، في البيان “لم يكن مفاجئاً لنا أن تبحث روسيا والصين عن كل فرصة لدعم الأسد ضد الشعب السوري”.
كما أعربت المانيا وبلجيكا، عن أسفهما لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لعرقلة صدور قرار خاص بتمديد آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا.
جاء ذلك في بيان مشترك تلاه المندوبان الدائمان للبلدين لدى الأمم المتحدة، الألماني، كريستوف هويسجن، والبلجيكي، مارك بيكستين، عبر دائرة تليفزيونية مغلقة مع الصحفيين بمقر المنظمة الأممية بنيويورك.
وأوضحت أن “الولايات المتحدة والأعضاء الآخرون في مجلس الأمن أيدوا هذا القرار التوافقي لأن البديل لا يوصف، محذرةً أنه بدون وصول المساعدات الإنسانية سيعاني ملايين السوريين وقد يموت عدد لا يحصى من الضحايا، مشددةً، أن واشنطن لن تلين جهودها للوصول إلى المحتاجين في سوريا ولن تمنحه مصداقية للأكاذيب الروسية والصينية بشأن ما يحدث في سوريا.
وفي 10 يوليو/ الجاري، ينتهي التفويض الحالي الذي تعمل به الآلية، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2504 الصادر في 11 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ونص القرار المعمول به حالياً على إيصال المساعدات عبر معبرين فقط من تركيا، لمدة 6 أشهر، وإغلاق معبري اليعربية بالعراق، والرمثا بالأردن، نزولا عند رغبة روسيا والصين.
و كانت الدول المانحة تعهدت، في 30 حزيران 2020، أثناء مؤتمر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسل بتقديم 7.7 مليار دولار كمساعدات إنسانية للسوريين، حيث بلغ مجموع التعهدات بلغ 6.9 مليار يورو، أي حوالي 7.7 مليار دولار، بينها 4.9 مليار يورو للعام 2020 وملياران إضافيان للعام 2021.
يذكر أنه أسفرت الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من 9 أعوام عن مقتل أكثر من 400 ألف شخص، ونزوح ملايين آخرين. وباءت جميع محاولات التمهيد لانتقال سياسي بالفشل حتى الآن.
وفقدت الليرة السورية الكثير من قيمتها خلال الأشهر الماضية. وزادت جائحة “كورونا” والعقوبات الأميركية الجديدة من تفاقم الوضع.