أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن السليمانية خاضعة لتأثير ونفوذ حزب العمال الكوردستاني، فيما تضغط عدة دول غربية على “إدارة شمال العراق” لكي تدعم الحزب، فيما تحذر تركيا من مغبة ذلك.
وتحدث مولود جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة سي إن إن ترك، عُرِضَت مساء الخميس، 18 حزيران 2020، عن التطورات السياسية الخارجية إضافة إلى حزب العمال الكوردستاني وإقليم كوردستان والسليمانية والحزب الديمقراطي الكوردستاني.
جاويش أوغلو: السليمانية خاضعة لتأثير ونفوذ حزب العمال الكوردستاني
وقال جاويش أوغلو: “أريد أن أقولها صراحةً، حينما ننظر إلى شمال العراق وخاصة منطقة السليمانية نرى أنها خاضعة لتأثير ونفوذ حزب العمال الكوردستاني، في حين أن حزب العمال يعادي تركيا منذ سنوات طويلة وأعلن في عملياته أن هذه المناطق ستكون تحت سيطرته بعد الآن، لكن في النهاية تم دحرهم وباتوا في وضع لم يفقدهم القدرة على الاستيلاء على أي مكان، بل لم يعد بإمكانهم الاختباء في الجبال، لذا هم في شمال العراق، وهناك هم يمسكون مدناً وقرى ويُخضِعونها لسيطرتهم”.
وشهدت السليمانية الخميس الماضي تظاهرة احتجاجاً على العملية التركية ضد حزب العمال في إقليم كوردستان، وفي 15 حزيران الجاري حاول عدد من الأشخاص في مدينة أربيل تنظيم مسيرة لنفس الغرض أمام مقر الأمم المتحدة، لكن لم يُسمح لهم بذلك بسبب عدم حصولهم على ترخيص رسمي.
وأشار جاويش أوغلو دون ذكر اسم أي دولة، إلى أن بعض الدول تستخدم ورقة حزب العمال الكوردستاني ضد إقليم كوردستان.
وقال جاويش أوغلو: “توجد بعض الدول التي تستخدم عامل تهديد حزب العمال لتركيا كورقة ضغط على سلطات إقليم شمال العراق. وأقول بصراحة إن هذه الدول تمارس ضغوطاً، فبعدما أدركت (الدول) أنها لا تستطيع تطويع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وسلطات أربيل وضمهما لهيمنتها لجأت فوراً إلى استخدام ورقة حزب العمال الكوردستاني، إلى جانب تأسيس أحزاب سياسية جديدة قريبة ومتناغمة مع توجهات حزب العمال، أو إذعان الأحزاب الموجودة بما يصب في مصلحتها، لكننا أفشلنا هذه اللعبة وسنستمر في ذلك”.
وليلة 15 حزيران 2020، أطلقت القوات التركية عملية أسمتها “المخلب – النسر” ضد عناصر حزب العمال الكوردستاني، وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنها قصفت خلال العملية 81 هدفاً في سنجار وقرجوخ وقنديل والزاب وآفاشين وباسيان وخواكورك، لكن مصادر حزب العمال أعلنت أن اثنين من قوات حماية سنجار أصيبا بجروح طفيفة فقط، كجزء من قوات الحشد الوطني العراقي، كما نُقل ستة أطفال من مخيم لاجئي كوردستان تركيا في مخمور إلى المستشفى جراء إصابتهم بأضرار صحية في آذانهم إثر دوي القصف.
وأثارت العملية التركية ردود فعل واسعة، حيث استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد مرتين، وكان آخرها في 17 حزيران الجاري حينما بدأت تركيا هجوماً برياً في منطقة هفتانين القريبة من قضاءي زاخو وآميدي (العمادية)، ضد حزب العمال الكوردستاني، وأدى الهجوم البري والجوي إلى فقدان 6 مواطنين في إقليم كوردستان حياتهم، أحدهم في إحدى قرى ناحية سيدكان في قضاء سوران بمحافظة أربيل في 16 حزيران والخمسة الآخرين في قرية في شيلادزي بقضاء آميدي (العمادية) في دهوك.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية، أصدرته يوم أمس الخميس 18 حزيران 2020، فإنها استدعت السفير التركي في بغداد، فاتح يلدز للمرة الثانية، وسلمته مذكرة احتجاج شديد اللهجة، تتضمن وقف الهجمات بأقرب وقت وسحب قواتها من العراق.
ويأتي استدعاء يلدز بعد إعلان وزارة الدفاع التركية، إطلاق قوات كوماندوز، عملية برية باسم “المخلب – النمر” في منطقة هفتنين في إقليم كوردستان ضد حزب العمال الكوردستاني.
وقالت الخارجية العراقية في بيانها إن “العراق يستنكر بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب مُعاودة القوات التركيّة يوم 17 حزيران الجاري انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حُدُودنا الدوليّة، نرفض بشكل قاطع هذه الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة، ونُشدّد على ضرورة التزام الجانب التركيّ بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقيّة التي توغّلت فيها ومن أماكن تواجدها في معسكر بعشيقة وغيرها”.
جاويش أوغلو: كل من يدعم حزب العمال الكوردستاني ووحدات حماية الشعب يعدُّ عدواً لتركيا
وحول التفاهم والاتفاق بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي في سوريا، قال وزير الخارجية التركي: “تضغط أميركا وفرنسا وعدة دول أخرى على المجلس الوطني للاتفاق مع وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكوردستاني، حيث انتقلوا من قنديل إلى شمال سوريا لإضفاء الشرعية على وحدات حماية الشعب وهم يواصلون هذه المحاولات، وسبق أن سعت روسيا لشرعنة وجود وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكوردستاني، لكن الروس استوعبوا وهم يدركون حقيقة أن الغرب يريد تقسيم سوريا من خلال قوات سوريا الديمقراطية أو أي مسمى آخر، ونحن نراقب عن كثب جهود التوحيد والاتفاق بين هذه المجاميع”.
وأماط جاويش أوغلو اللثام عن مضمون لقائه مع مسؤولي المجلس الوطني الكوردي الذي عقد في شباط الماضي داخل مقر وزارة الخارجية التركية.
وذكر جاويش أوغلو أنه اجتمع “في شباط مع مسؤولي المجلس الوطني الكوردي في مقر وزارة الخارجية، وحذرتهم من وجود مثل هذه المساعي وقلت لهم إننا سنغير تعاملنا معهم في حال إقدامهم على هذا العمل، وقد تحدثوا لي هم عن كيفية قيام وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكوردستاني بإغلاق مقرات أحزابهم بل ذرفوا الدموع خلال حديثهم عن مقتل رفاقهم وأقاربهم، لكن هذه الدول مارست الكثير من الضغوط عليهم فيما بعد”.
وحذر جاوش أوغلو هذه الجهات من التحاور مع حزب الاتحاد الديمقراطي: “مهما كان المسميات، كل من يكون مع حزب العمال سيصبح هدفاً مشروعاً لنا، ونحن هنا لا نميز بين حزب العمال ووحدات حماية الشعب، فهؤلاء هدف مشروع داخل وخارج سوريا وفي شمال العراق، وتركيا تتعامل معهم على أنهم أعداء لها”.
وتقوم الولايات المتحدة الأميركية منذ عدة أشهر بالوساطة بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، وفي 17 حزيران 2020، أصدر السفير الأميركي في دمشق بياناً خاصاً حول المحادثات بين الجانبين، جاء فيه: “نرحب بالتفاهم المبدئي بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية، وهذا التفاهم خطوة تاريخية مهمة نحو تفاهم أكبر وتعاون عملي، بما يفيد الشعب الكوردي وكذلك السوريين من جميع المكونات”.