قال بنك غولدمان ساكس إنه يتوقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي على مستوى العالم حوالي 1% في عام 2020، وهو ما يفوق معدل التراجع الاقتصادي الذي تسببت به الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وتتخذ الحكومات في أنحاء العالم إجراءات غير مسبوقة لاحتواء تفشي فيروس كورونا الذي ينذر بانكماش اقتصادي عالمي.
وقال بنك الاستثمار في مذكرة لعملائه نُشرت في ساعة متأخرة أمس الأحد إن “أزمة كورونا -أو بالأحرى سبل مواجهة هذه الأزمة- تضع قيودا مادية (وليست مالية) على النشاط الاقتصادي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ ما بعد الحرب” العالمية الثانية.
ويتوقع البنك انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الاقتصادات المتقدمة “بشدة” في الربع الثاني، بما في ذلك تراجع نسبته 24% في الولايات المتحدة مقارنة بعام 2019 -في حال طول أمد الأزمة الحالية مدفوعا بهبوط مؤشرات الأسهم وتراجع الإنتاج وتعطيل مناحي الحياة- وهو ما يفوق التراجع القياسي الذي سجلته البلاد بعد الحرب العالمية الثانية بمرتين ونصف المرة.
وأصيب الاقتصاد العالمي بحالة من التراجع الحاد في مختلف القطاعات، أبرزها الخدمات والسياحة والسفر والصناعة، رافقه هبوط حاد في الاستهلاك، وردة فعل حكومية بضخ مليارات لإنقاذ القطاع الخاص.
وكان البنك خفض في مذكرة سابقة تقديراته للناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الأول من العام إلى انكماش نسبته 9% على أساس سنوي، مقارنة بتقديرات سابقة بنمو نسبته 2.5%.
وعزا البنك هذا الخفض إلى ما أظهرته بيانات رسمية بشأن تراجع النشاط الصناعي في الصين بأكبر وتيرة في نحو ثلاثة عقود خلال أول شهرين من العام، بعد الشلل الذي سببه فيروس كورونا المستجد لثاني أكبر اقتصاد عالميا.
وكان تقرير آفاق الاقتصاد العالمي -الصادر عن صندوق النقد الدولي في يناير/كانون الثاني الماضي- توقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.9% في 2019، ويصعد إلى 3.3% في 2020.