وضع الاستاذ نوزاد صالح البوست التالي على صفحته في الفيسبوك:
تحية لاطباء العراق
عند حدوث وباء الحمى النزفية في مستشفى اليرموك عام ١٩٧٩ !!! كان الدكتور فاروق الالوسي رحمه الله ، معاونا لمدير مستشفى اليرموك ومديرا للعيادة الخارجية فيها وكان الدكتور عبد الكريم الكامل أطال الله في عمره ،مديراللمستشفى ،،،، كانت العلاقات بين اطباء مستشفى اليرموك علاقات نموذجية تسودها الزمالة والصداقة والتفاني في خدمة المرضى والعمل كفريق كبير متناغم ،،، في يوم ٧ أيلول من سنة ١٩٧٩.
ادخلت مريضة من محافظة الانبار عمرها ٢٤ سنة الى قسم النسائية بسبب نزف شديد سبب لها اجهاضا ،، وتدهورت حالتها الصحية تدهورا سريعا رغم العناية القصوى من قبل الاطباء والطبيبات والكادر التمريضي والخدمي ، وبدأت المريضة تنزف من اذنها وعينها وفمها …..ورغم الجهود الجبارة لانقاذها وتزويدها بعدة قناني دم ومغذيات فانها انتقلت الى رحمة الله تعالى يوم ٩ ايلول ١٩٧٩ اي بعد يومين من ادخالها المستشفى ،،، وبعد اربعة أيام توفي الطبيب المقيم الاقدم الذي كان يقوم بمتابعة علاجها طيلة اليوم و بعد يوم توفت المعينة التي كانت تقوم بخدمة المريضة ،، وكانت وفاتهم بسبب النزف ايضا ،، مما دعا الى دخول الاستاذ الدكتور حكمت حبيب استشاري امراض الدم على الخط ، والذي شخص الحالة بالحمى النزفية . (وفايروسات الحمى النزفية اشكال ولكنها تسبب اعراض متشابهة) .
استنفرت وزارة الصحة أنذاك و وزيرها المرحوم الدكتور رياض ابراهيم الحاج حسين ، واعلنت حالة الاستنفار في مستشفى اليرموك ، وتم تفريغ قسم النسائية والباطنية تحته ، وتعقيم البناية ، وشكلت لجنة طوارئ بالمستشفى كانت تضم الدكتور عبد الكريم الكامل مدير المستشفى والدكتورفاروق الالوسي والدكتور حكمت حبيب اطال الله بعمره والدكتورة الاستاذة نوال الجنابي استاذة الڤايروسات بطب المستنصرية والدكتور قصي الخياط رئيس قسم الكلية الاصطناعية ،، وخوفا من انتقال الفايروس داخل المستشفى تم تعقيم المستشفى بكل مرافقه من الباب الخارجية الى ابعد نقطة فيه وعلى مدار الساعة وطيلة ساعات اليوم ودخل القاصر من الكلور كمعقم وحسب نصيحة الدكتور سمسن من منظمة الصحة الدولية والذي قدم الى العراق بصورة مستعجلة استجابة لدعوة الاستاذ الدكتور سعدون خليفة التكريتي مدير عام الوقاية الصحية اطال الله في عمره ومعاونه المرحوم الدكتور فيليكس جرجي ،،، ومثل ما قلت( انثبرت) الدنيا ثبر من الوزير الى اصغر معين بالوزارة ، وكان الدكتورالمرحوم فاروق الالوسي والدكتور عبد الكريم الكامل يتناوبون على المبيت بالمستشفى ،، وشكلت لجنة من علماء الڤايروسات برئاسة الدكتور والاستاذ في كلية الطب البيطري انطوان صبري البنا وهو دكتوراه وماجستير بعلم الفايروسات من جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الاميركية والعديدمن الاساتذة الاخرين ، وشخص الڤايروس بعد اخذ العينات الى مختبرات كلية الطب البيطري
(Crimean Congo Hemorrhagic Fever )
والذي ينتقل من لدغة القراد والبراغيث الى المواشي كالابقار والاغنام والماعز وينتقل الى الانسان بواسطة دمها عند الذبح او حلبها !!!!!
تم تهيئة مستشفى الحميات استعدادا ، واخذت احتياطات جبارة في كل مستشفيات العراق ،، وكان المرحوم الدكتور رياض وزير الصحة يداوم ليلا في مستشفى اليرموك ويدير غرفة عمليات مكافحة الفايروس ، وارسلت نماذج من انسجة المتوفين بعد تغليفها الى اميركا وبريطانيا ومنظمة الصحة الدولية ،، وتم القضاء على الڤايروس بأيام ،وبتلك الجهود الجبارة التي بذلها الاطباء ككل وعملهم كفريق واحد متكامل حازت وزارة الصحة العراقية اعجاب منظمة الصحة الدولية ، للخدمات الصحية العراقية المتطورة .
وشتان مابين الامس واليوم ، والتهاون. في التعامل مع ڤايروس كورونا وتضارب المعلومات .
الف تحية الى أطباء العراق الافذاذ والرحمة كل الرحمة لمن غادرنا .
الصحة للجميع والله يحفظ العراق واهله جميعا .
منقول عند حدوث وباء الحمى النزفية في مستشفى اليرموك عام ١٩٧٩ !!! كان الدكتور فاروق الالوسي رحمه الله ، معاونا لمدير مستشفى اليرموك ومديرا للعيادة الخارجية فيها وكان الدكتور عبد الكريم الكامل أطال الله في عمره ،مديراللمستشفى ،،،، كانت العلاقات بين اطباء مستشفى اليرموك علاقات نموذجية تسودها الزمالة والصداقة والتفاني في خدمة المرضى والعمل كفريق كبير متناغم ،،، في يوم ٧ أيلول من سنة ١٩٧٩
ادخلت مريضة من محافظة الانبار عمرها ٢٤ سنة الى قسم النسائية بسبب نزف شديد سبب لها اجهاضا ،، وتدهورت حالتها الصحية تدهورا سريعا رغم العناية القصوى من قبل الاطباء والطبيبات والكادر التمريضي والخدمي ، وبدأت المريضة تنزف من اذنها وعينها وفمها …..ورغم الجهود الجبارة لانقاذها وتزويدها بعدة قناني دم ومغذيات فانها انتقلت الى رحمة الله تعالى يوم ٩ ايلول ١٩٧٩ اي بعد يومين من ادخالها المستشفى ،،، وبعد اربعة أيام توفي الطبيب المقيم الاقدم الذي كان يقوم بمتابعة علاجها طيلة اليوم و بعد يوم توفت المعينة التي كانت تقوم بخدمة المريضة ،، وكانت وفاتهم بسبب النزف ايضا ،، مما دعا الى دخول الاستاذ الدكتور حكمت حبيب استشاري امراض الدم على الخط ، والذي شخص الحالة بالحمى النزفية . (وفايروسات الحمى النزفية اشكال ولكنها تسبب اعراض متشابهة) .
استنفرت وزارة الصحة أنذاك و وزيرها المرحوم الدكتور رياض ابراهيم الحاج حسين ، واعلنت حالة الاستنفار في مستشفى اليرموك ، وتم تفريغ قسم النسائية والباطنية تحته ، وتعقيم البناية ، وشكلت لجنة طوارئ بالمستشفى كانت تضم الدكتور عبد الكريم الكامل مدير المستشفى والدكتورفاروق الالوسي والدكتور حكمت حبيب اطال الله بعمره والدكتورة الاستاذة نوال الجنابي استاذة الڤايروسات بطب المستنصرية والدكتور قصي الخياط رئيس قسم الكلية الاصطناعية ،، وخوفا من انتقال الفايروس داخل المستشفى تم تعقيم المستشفى بكل مرافقه من الباب الخارجية الى ابعد نقطة فيه وعلى مدار الساعة وطيلة ساعات اليوم ودخل القاصر من الكلور كمعقم وحسب نصيحة الدكتور سمسن من منظمة الصحة الدولية والذي قدم الى العراق بصورة مستعجلة استجابة لدعوة الاستاذ الدكتور سعدون خليفة التكريتي مدير عام الوقاية الصحية اطال الله في عمره ومعاونه المرحوم الدكتور فيليكس جرجي ،،، ومثل ما قلت( انثبرت) الدنيا ثبر من الوزير الى اصغر معين بالوزارة ، وكان الدكتورالمرحوم فاروق الالوسي والدكتور عبد الكريم الكامل يتناوبون على المبيت بالمستشفى ،، وشكلت لجنة من علماء الڤايروسات برئاسة الدكتور والاستاذ في كلية الطب البيطري انطوان صبري البنا وهو دكتوراه وماجستير بعلم الفايروسات من جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الاميركية والعديدمن الاساتذة الاخرين ، وشخص الڤايروس بعد اخذ العينات الى مختبرات كلية الطب البيطري
(Crimean Congo Hemorrhagic Fever )
والذي ينتقل من لدغة القراد والبراغيث الى المواشي كالابقار والاغنام والماعز وينتقل الى الانسان بواسطة دمها عند الذبح او حلبها !!!!!
تم تهيئة مستشفى الحميات استعدادا ، واخذت احتياطات جبارة في كل مستشفيات العراق ،، وكان المرحوم الدكتور رياض وزير الصحة يداوم ليلا في مستشفى اليرموك ويدير غرفة عمليات مكافحة الفايروس ، وارسلت نماذج من انسجة المتوفين بعد تغليفها الى اميركا وبريطانيا ومنظمة الصحة الدولية ،، وتم القضاء على الڤايروس بأيام ،وبتلك الجهود الجبارة التي بذلها الاطباء ككل وعملهم كفريق واحد متكامل حازت وزارة الصحة العراقية اعجاب منظمة الصحة الدولية ، للخدمات الصحية العراقية المتطورة .
وشتان مابين الامس واليوم ، والتهاون. في التعامل مع ڤايروس كورونا وتضارب المعلومات .
الف تحية الى أطباء العراق الافذاذ والرحمة كل الرحمة لمن غادرنا .
الصحة للجميع والله يحفظ العراق واهله جميعا .