اسطنبول (رويترز) –
قالت وزارة الدفاع التركية يوم السبت إن جنديا تركيا قُتل في هجوم بقنبلة نفذته قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا في منطقة إدلب بسوريا ليصبح بذلك الجندي التركي السادس عشر الذي يلقى حتفه في المنطقة هذا الشهر.
ومن شأن ارتفاع عدد قتلى الجنود الأتراك، بما شمل مقتل اثنين يوم الخميس، تعقيد محادثات أنقرة مع موسكو بشأن اتفاق محتمل لوقف القتال في شمال شرق سوريا.
ومنذ أوائل ديسمبر كانون الأول نزح ما يقرب من مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وسط طقس شتوي قارس.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت إنه سيجتمع مع نظرائه الروسي والألماني والفرنسي في الخامس من مارس آذار لمناقشة الوضع في منطقة إدلب السورية. وتسعى قوات الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على آخر معقل للمعارضة المسلحة في المنطقة بعد تسع سنوات من الحرب.
وقال أردوغان ”عبرت عن عزمي الواضح بشأن (إدلب) (لفلاديمير) بوتين أمس. ذكرت ذلك أيضا (لأنجيلا) ميركل و(لإيمانويل) ماكرون… في الخامس من مارس سأجتمع مع بوتين وماكرون وميركل وسنتحدث بشأن هذا مجددا“.
وأرسلت تركيا آلاف الجنود والعتاد العسكري إلى منطقة شمال غرب سوريا التي تقع إلى الجنوب من حدودها للتصدي لهجوم تشنه القوات الحكومية بهدف استعادة السيطرة على المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وتقول تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.7 مليون لاجئ سوري، إنها لا تستطيع التعامل مع موجة لاجئين أخرى وأغلقت حدودها.
وقالت الوزارة إن القوات التركية ردت على الهجوم ودمرت 21 ”هدفا للنظام“ وأضافت أن الجندي كان من عمال صيانة الدبابات ومات متأثرا بجراحه عند نقله إلى المستشفى.
وبعد فشل وفود الجانبين في التوصل إلى اتفاق في الأسبوعين الأخيرين، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصد قوات الحكومة السورية إذا واصلت الهجوم.
وقال أردوغان لأنصاره في إزمير يوم السبت إن بلاده ”وضعت خارطة الطريق الخاصة بنا“ لسوريا بعد اتصالات مع زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا يوم الجمعة.
وأعلنت وزارة النقل السورية فتح الطريق السريع الأساسي بين دمشق وحلب أمام حركة السير والمرور يوم السبت وذلك بعد أن استعادت القوات الحكومية السيطرة على هذا الشريان الرئيسي في إطار هجوم تدعمه روسيا.
ويمثل انتزاع الطريق إم5 من مقاتلي المعارضة مكسبا كبيرا للرئيس بشار الأسد لأنه يعني أن الدولة استعادت سيطرتها على الطريق بين أكبر مدينتين في سوريا للمرة الأولى في الصراع الممتد منذ سنوات.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن مصدر عسكري قوله ”القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد أن أي اختراق للأجواء السورية سيتم التعامل معه على أنه عدوان عسكري خارجي وقد أعطيت الأوامر للقوى الجوية والدفاع الجوي للتصدي له بالوسائل المتاحة“.
وثمة اتفاق بين دمشق وأنقرة، التي تعارض الرئيس السوري بشار الأسد، بأن روسيا قد تسيطر على المجال الجوي لإدلب.
وحذرت الأمم المتحدة من أن القتال في إدلب قد ”ينتهي بحمام دم“ ودعت إلى وقف إطلاق النار. وأدى الهجوم السوري الأخير إلى أكبر موجة نزوح للمدنيين في الحرب الأهلية التي قتلت ما يقدر بنحو 400 ألف شخص وشردت ملايين وحولت مناطق كثيرة من البلاد إلى أنقاض.
واقترحت الأمم المتحدة إمكانية استخدام معبر تل أبيض الحدودي بين سوريا وتركيا لإيصال مساعدات للمدنيين في شمال شرق سوريا بعد أن منعت روسيا والصين المنظمة الدولية من استخدام معبر على الحدود العراقية لهذا الغرض.