بيروت (رويترز) –
اتهم رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، في أول خطاب رئيسي له منذ تحوله للمعارضة عقب الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة، منافسيه بدفع البلاد إلى شفا الانهيار كما شكك في قدرتهم على الفوز بدعم أجنبي.
وكشفت كلمة الحريري وهو أكبر سياسي سني بالبلاد عن انقسامات سياسية متنامية قد تعقد سعي بيروت لسن إصلاحات مؤلمة والتعافي من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
ويتعين على حكومة شكلتها جماعة حزب الله وحلفاؤها الشهر الماضي مواجهة أزمة سيولة شديدة وسداد ديون أقربها سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار تستحق في التاسع من مارس آذار.
والحكومة الجديدة هي الأولى منذ استقالة الحريري في أكتوبر تشرين الأول تحت وطأة الاحتجاجات.
وانتزعت الحكومة تصويتا بالثقة في البرلمان يوم الثلاثاء لكن عدة أحزاب رئيسية منها تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري وحزب القوات اللبنانية المسيحي وحزب الكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي أحجمت عن دعمها.
وفي كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشرة لاغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، هاجم سعد الحريري منافسيه وقال إن معارضتهم للإصلاحات مسؤولة إلى حد كبير عن الأزمة الحالية.
وقال الحريري ”نظمنا مؤتمر ’سيدر‘، وأمنا فيه 11 مليار دولار للاقتصاد، بناء على إصلاحات نحن توافقنا عليها ووعدنا أن ننفذها“ وذلك في إشارة إلى مؤتمر باريس للمانحين عام 2018 مضيفا ”لكن ماذا يمكنني أن أفعل إذا كان هناك من لا يلتزم بكلامه؟“.
وصب الحريري حليف عدد من الدول الغربية والعربية المعارضة لإيران جام غضبه على وزير الخارجية السابق جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون ووصفه بأنه رئيس ”ظل“ وأنه دمر عمله وساعد في دفع البلاد نحو الانهيار.
وأثار الحريري خلال كلمته التساؤلات عن كيفية فوز الحكومة الجديدة، التي ينظر إليها على أنها تخضع لهيمنة حزب الله، بدعم مطلوب بشدة من دول على خلاف مع إيران وهي عقبة محتملة أخرى أمام سعي البلاد للتعافي.
وقال الحريري ”هل نستطيع أن نعرف كيف نقيم سياحة بلا العرب والمواطن الخليجي؟“ مضيفا ”أموال إيران الكاش تحل أزمة حزب… لكنها لا تحل أزمة بلد“.