واشنطن- متابعة “ساحات التحرير”
صوّت مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، لصالح الحد من قدرة الرئيس دونالد ترامب على مهاجمة إيران عسكريا، في خطوة تأتي وسط جدل في الكونغرس حول مدى الصلاحيات التي يجب أن يتمتع بها الرئيس لشن هجمات عسكرية في الخارج.
وينص القرار الذي تقدم به السناتور الديمقراطي، تيم كين، على أنه يتعين على ترامب الحصول على موافقة الكونغرس قبل الانخراط في مزيد من الأعمال العسكرية ضد إيران.
لكنه أيضا يتيح للرئيس شن هجمات من منطلق الدفاع عن النفس في حالة وقوع “هجوم وشيك”.
واللافت أن ثمانية أعضاء جمهوريين انضموا إلى الديمقراطيين لتمرير التشريع لينتهي التصويت بموافقة 55 عضوا مقابل رفض 45 عضوا من أعضاء المجلس الذي يهيمن عليه الجمهوريون.
وقال كين وغيره من المؤيدين إن التشريع لا يتعلق بترامب أو حتى الرئاسة، ولكنه يهدف لإعادة تأكيد سلطة الكونغرس المرتبطة بإعلان الحرب.
وأوضح كين أن ترامب وأي من الرؤساء “يجب أن يتمتعوا دائما بالقدرة على الدفاع عن الولايات المتحدة ضد أي هجوم وشيك، لكن القوة التنفيذية لبدء الحرب تتوقف عند هذا الحد الحرب الهجومية تتطلب مناظرة في الكونغرس وتصويتا”.
زعيم الأغلبية في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ستيني هوير، قال إن المجلس قد يتبنى تشريع مجلس الشيوخ في وقت لاحق من هذا الشهر.
وستكون هناك:
*حاجة إلى ثلثي الأصوات في مجلس النواب ومجلس الشيوخ لتجاوز حق النقض (فيتو) الذي تعهد الرئيس باستخدامه ضد القرار وهو أمر صعب للغاية.
*يعوّل كين على تغيير الرئيس موقفه (الفيتو) من هذا الملف بالنظر إلى أن هذا القرار يتماشى مع رؤيته لإنهاء الحروب الأميركية في الخارج وهو أمر غير ممكن في المنظور القريب.
*فرص تمرير القانون، بعد الفيتو في حال استخدم ترامب هذا الحق، ضعيفة بالنظر إلى أنه من غير المتوقع تأمين العدد الكافي في مجلس الشيوخ، لأن غالبية الأعضاء الجمهوريين لا يصوتون عادة ضد الرئيس.
*بالإضافة إلى استخدام الفيتو الرئاسي، يؤكد مسؤولو إدارة ترامب أن الرئيس لديه بالفعل سلطة اتخاذ إجراء ضد إيران بموجب تفويض صدر عام 2002 من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية.
ولا يعرف ما إذا كان التصويت على قرار مجلس الشيوخ في مجلس النواب سيحظى بدعم قوي من الجمهوريين بالنظر إلى أن مشروعا مماثلا من النواب صدر الشهر الماضي بموافقة 224 عضوا مقابل اعتراض 194، لم ينضم إليه سوى ثلاثة جمهوريين.
وغلب على ذلك التصويت الطابع الحزبي على نحو عكس انقساما عميقا في الكونغرس حول سياسة ترامب المتعلقة بإيران وإلى أي مدى ينبغي أن يكون للأعضاء كلمة في مسألة الاستعانة بالجيش.
وانتقد البيت الأبيض تأييد القرار في مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون ووصفه بأنه “سخيف… ومجرد حركة سياسية أخرى”.
وقال في بيان إن القرار “يحاول عرقلة سلطة الرئيس في حماية أميركا ومصالحنا بالمنطقة من التهديدات المستمرة”.