(رويترز) –
بعد وقت قصير من مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق، التقت منظمة حزب الله اللبنانية المدعومة من طهران على وجه السرعة بزعماء الميليشيات العراقية، سعيا إلى توحيدهم في مواجهة فراغ كبير تركه قادتهما الكبيران (سليماني والمهندس) بحسب ما قاله مصدران على علم من الاجتماعات لرويترز.
كانت الاجتماعات تهدف إلى تنسيق الجهود السياسية لميليشيات العراق كي لا تنكسر، والتي فقدت ليس فقط سليماني ولكن أيضًا أبو مهدي المهندس، قائد القوات شبه العسكرية العراقية (الحشد الشعبي) في 3 كانون الثاني/يناير بهجوم قرب مطار بغداد.
محمد كوثراني
بينما قدم القليل من التفاصيل، أكد مصدران آخران في تحالف إقليمي موالي لإيران أن حزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة مجموعة إرهابية، قد تدخل للمساعدة في ملء الفراغ الذي خلفه سليماني في قيادة الميليشيات. تحدث جميع المصادر في هذا المقال بشرط عدم الكشف عن هويتها فيما لم يستجب المسؤولون في حكومتي العراق وإيران لطلبات التعليق، وكذلك لم يرد متحدث باسم جماعات الميليشيات.
تعد الميليشيات المدعومة من طهران حاسمة لجهود إيران للحفاظ على سيطرتها على العراق، حيث لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 5000 جندي. وفي الآونة الأخيرة، واجهت الحكومة – والميليشيات – احتجاجات متزايدة ضد النفوذ الإيراني في البلاد.
في الأشهر التي سبقت وفاته، كان سليماني قد تعمق أكثر في الأزمة العراقية، وعقد اجتماعات مع الميليشيات في بغداد بينما سعت طهران للدفاع عن حلفائها.
تورط حزب الله يمثل توسعا لدوره في المنطقة. فقد كانت الجماعة الشيعية، التي أسسها الحرس الثوري الإيراني في عام 1982، في صميم الإستراتيجية الإقليمية لإيران منذ سنوات، حيث ساعدت سليماني في تدريب الجماعات شبه العسكرية في كل من العراق وسوريا.
وقال مسؤول إقليمي مؤيد لإيران إن توجيه حزب الله للميليشيات سيستمر إلى أن تتولى القيادة الجديدة في فيلق القدس التعامل مع الأزمة السياسية في العراق.
وقال المصدران العراقيان إن الاجتماعات بين حزب الله وقادة الميليشيات العراقية بدأت في كانون الثاني/ يناير الماضي ، أي بعد أيام قليلة من اغتيال سليماني. ولم تتمكن رويترز من تأكيد عدد الاجتماعات أو مكان انعقادها. قال أحد المصادر إنهم كانوا في بيروت والآخر قالوا إنهم إما في لبنان أو إيران.
وقالت المصادر العراقية ان الشيخ محمد كوثراني ممثل حزب الله في العراق الذي عمل عن كثب مع سليماني لسنوات لتوجيه الميليشيات العراقية استضاف الاجتماعات.
وقالت المصادر العراقية ان كوثراني قام بتوبيخ الجماعات (المليشيات)، كما فعل سليماني في أحد لقاءاته النهائية معهم ، لفشلها في التوصل إلى خطة موحدة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة بغداد والقوات شبه العسكرية التي تهيمن عليها. مع ان الحكومة العراقية ومجموعات الميليشيات قتلت مئات المحتجين لكنهم لم يتمكنوا من احتواء التمرد.