أنقرة (رويترز) –
قال مسؤول بارز يوم الأحد إن تركيا أرسلت تعزيزات كبيرة لمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا وإن ”جميع الخيارات مطروحة على الطاولة“ في حين تحاول أنقرة وقف التقدم السريع لقوات الحكومة السورية.
ودفع هجوم قوات الحكومة على إدلب، الجيب الرئيسي الأخير لمعارضي الرئيس بشار الأسد، أكثر من نصف مليون شخص للفرار من منازلهم باتجاه الحدود التركية المغلقة مما يهدد بأزمة إنسانية جديدة في سوريا.
وتقول تركيا، التي استقبلت بالفعل 3.6 مليون لاجئ سوري، إنها لا تستطيع استيعاب المزيد وطالبت دمشق بالانسحاب من إدلب بحلول نهاية هذا الشهر وإلا واجهت إجراء تركيا.
وعبرت قوافل ضخمة من المركبات العسكرية التي تحمل الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وغيرها من المعدات الحدود إلى سوريا لتعزيز نحو 12 موقعا عسكريا تركيا بعضها تحاصره القوات الحكومية المتقدمة في المنطقة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز ”أُرسل دعم كبير بالجنود والعتاد العسكري إلى إدلب في الأسابيع القليلة الماضية“.
وأضاف أن 300 مركبة دخلت إدلب يوم السبت ليصل العدد الإجمالي إلى نحو ألف مركبة هذا الشهر. ولم يوضح بالتحديد عدد القوات التي تم نشرها لكن وصفها بأنها ”كبيرة الحجم“.
وقال المسؤول ”جرى تعزيز مواقع المراقبة بالكامل… تم تدعيم جبهة إدلب“.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب السورية ومقره بريطانيا إن 1240 مركبة عسكرية تركية عبرت إلى إدلب خلال الأسبوع الماضي إلى جانب خمسة آلاف جندي.
وأدى القتال في إدلب إلى زعزعة التعاون الهش بين تركيا، التي تساند معارضين كانوا يطمحون ذات يوم في الإطاحة بالأسد، وروسيا التي ساهم دعمها للرئيس في استعادة سيطرته على أغلب أراضي البلاد.
وقتل ثمانية من أفراد الجيش التركي يوم الاثنين في قصف لقوات الحكومة السورية مما دفع تركيا لمطالبة روسيا ”بالتنحي جانبا“ في حين قصفت قواتها عشرات من أهداف الجيش السوري كرد انتقامي.
وقال المسؤول ”كان النظام، بدعم من روسيا، ينتهك كل الاتفاقات والمعاهدات… نحن مستعدون لأي شيء. وبالطبع كل الخيارات مطروحة على الطاولة“.
وعلى الرغم من خلافات تركيا مع روسيا بشأن إدلب وصف المسؤول المحادثات بينهما في أنقرة يوم السبت بأنها إيجابية. وسيجتمع الجانبان مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل.
* ”تركيا ستتخذ إجراء“
قالت القوات السورية يوم الأحد إنها استعادت أكثر من 600 كيلومتر مربع من الأراضي وسيطرت على عشرات البلدات والقرى في الأيام القليلة الماضية وأضافت أنها مستمرة في القتال.
وأضافت القوات السورية في بيان أنها تجدد التأكيد على ”استمرار الجيش في تنفيذ واجباته الوطنية والدفاع عن سيادة الوطن وكرامة المواطنين وتخليصهم من رجس التنظيمات الإرهابية المسلحة ومنعها من مصادرة إرادتهم والتحكم بحياتهم“.
وكانت أنقرة حثت موسكو على وقف الهجوم على إدلب والذي جعل القوات السورية على مسافة 16 كيلومترا من مدينة إدلب عاصمة المحافظة والتي يقطنها مليون شخص.
وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يوم الأحد على أن القوات يجب أن تنسحب قريبا. وقال في مقابلة مع صحيفة حريت ”إذا لم تنسحب قوات النظام بحلول نهاية فبراير شباط فسوف نتخذ إجراء“.
وعلى الجناح الشرقي من الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة قال المرصد إن القوات الحكومية المتقدمة سيطرت على الطريق السريع إم5 بكامله باستثناء كيلومترين وهو الطريق الرئيسي الذي يربط الشمال بالجنوب ويربط بين دمشق وحلب.
ودعا البابا فرنسيس يوم الأحد إلى احترام القانون الإنساني في إدلب قائلا إن التقارير الواردة من هناك ”مؤلمة… خاصة فيما يتعلق بأوضاع النساء والأطفال ومن أجبروا على الفرار بسبب التصعيد العسكري“.