واشنطن- “ساحات التحرير”
لم يكن قاسم سليماني هو المسؤول الوحيد عن التحريض على الحملة العنيفة ضد الولايات المتحدة في العراق بعد عام 2003، والتي أدت إلى مقتل 600 جندي أميركي، إلا أنه لم يكن وحده في هذا المضمار، فكان من بينهم الجنرال أحمد فروزنده، كما يكشف ذلك تقرير جديد لموقع “دايلي بيست“.
الباحث في كلية الدراسات العليا البحرية الأميركية، أفشون أوستوفار، قال “كان فروزنده واحدا من أبرز العاملين في ساحة العمليات بالعراق، لكن لم يكن اسمه معروفا”.
وتظهر وثائق اطلع عليها موقع “دايلي بيست” أن فروزنده والحرس الثوري الإيراني قاما بنقل الأسلحة والأموال والجواسيس إلى العراق، واغتيال أميركيين وعراقيين.
كما ألمحت الوثائق إلى أن الرجل الذي ساعد في قتل المئات من الأميركيين خلال حرب العراق، ربما لم يتقاعد بالفعل منذ سنوات، لكنه استمر في العمل مستشارا لدى رؤسائه السابقين بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب.
ماذا فعل فروزنده في العراق؟
العقيد دونالد باكون، رئيس العمليات الخاصة والمعلومات الاستخباراتية للتحالف الدولي، قال في مؤتمر صحفي في عام 2007، إن فيلق رمضان نفذ عمليات في العراق، وأن عناصرها مسؤولون عن نقل الأسلحة إليه وتمويل الميليشيات العراقية المتطرفة وتدريب المنتمين إليها في إيران.
وأضاف تقرير دايلي بيست، أن فيلق رمضان شكل القوة المكلفة داخل الحرس الثوري لإذكاء روح الفوضى في العراق، على الأقل في الوقت الذي تولى فيه فروزنده قيادته. وقبلها عندما كان فروزنده نائبا لرئيس الفيلق، عمل مع قيادة الفجر، القاعدة العسكرية في منطقة الأحواز الإيرانية، والتي تولت العمليات في البصرة وجنوب العراق.
وفي عام 2007، عندما تصاعدت وتيرة العنف في العراق، التفتت التقارير الاستخباراتية إلى خطر العمليات السرية الإيرانية في العراق بدلا من التركيز على تمرد الجماعات السنية. وقد أظهرت المعلومات حملة عنف سرية مترامية الأطراف يقودها فروزنده وفيلق رمضان، بحسب تقرير الموقع الأميركي.
وأفردت الوقائع تفاصيل كثيرة بخصوص “فرقة الموت الذهبية”، التي تشرف عليها إيران، وتنفيذها عمليات الاغتيال ضد العراقيين الذين تراهم إيران عائقا.
وتتكون الوحدة من “قيادة إيرانية استخباراتية تشرف على تقديم الاستشارات والتمويل للعراقيين الذين تم تجنيدهم من جيش المهدي ومنظمة بدر وحزب الفضيلة وأحزاب وميليشيات عراقية أخرى نفذت عمليات اغتيال ضد أعضاء حزب البعث السابق والعراقيين الذين يعملون مع قوات التحالف وعراقيين آخرين لا يدعمون النفوذ الإيراني في العراق”.
وقام ضباط إيرانيون بنقل أعضاء فرق الاغتيال إلى الأحواز في إيران، حيث يستقر فيلق رمضان بقيادة فروزنده، وذلك من أجل تدريبهم لعشرة أيام. في تلك الفترة، قدم ضباط إيرانيون تعليمات من أجل جمع معلومات بغية استهداف قوات التحالف في العراق وتنفيذ الاغتيالات واستخدام صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، وفقا للموقع.