متابعة “ساحات التحرير”
الحاج عبدالله، أبو عبدالله القرشي، عبدالله قردش، ألقاب تطلق على المدعو أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي، الذي عين زعيما لتنظيم داعش بعد أن قتلت غارة أميركية أبو بكر البغدادي.
ويعتبر الزعيم الجديد عراب الإيديولوجيا المتطرفة التي ينتهجها التنظيم في العنف والقتل، وللرجل تاريخ أسود في التنكيل بالمدنيين، وسجله حافل بانتهاكات بحق النساء والأطفال، خاصة الإيزيديين الذين قاد ضدهم حملة قمع عنيفة إبان سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من العراق.
ويشير موقع “المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية إلى الحاج عبدالله بـ”الباحث الديني”، الذي كان من بين القادة غير العرب ضمن صفوف داعش.
ولا توجد معلومات مؤكدة حول وقت توطد علاقة الحاج عبدالله بأبي بكر البغدادي الذي قتلته الولايات المتحدة أواخر عام 2019، إذ تشير معلومات إلى أنهما ربما كانا في سجن بوكا في عام 2004.
وأمير الصلبي حاصل على شهادة في الشريعة الإسلامية من جامعة الموصل.
وتكشف المعلومات الاستخباراتية أن انضمامه لداعش لم يكن أول مراحله في التطرف، إذ أنه كان قد انخرط في صفوف تنظيم القاعدة بالعراق.
وولد الحاج عبدالله لعائلة تركمانية سكنت بلدة تلعفر التي تقع في شمال غرب العراق وتتبع محافظة نينوى، وتركمان العراق يعودون في أصولهم إلى قبائل تركية، ولا يزالون يشتركون معهم بالكثير من الروابط الثقافية واللغوية.
ورغم شح وتضارب بعض المعلومات حول الصلبي، إلا أن البيانات الاستخباراتية تؤكد تورطه في استهداف الأيزيديين في شمال غرب العراق، والتعامل معهم بعنفهم وذبحهم بما يرقى للتطهير العرقي.
ورغم عدم معرفة سبب استهدافه لهذه الأقلية العرقية في العراق، إلا أنه كان دائما يجد أسبابا وذراع متطرفة يستند إليها في استهداف الأيزيديين وذبحهم وعدم التعامل معهم برحمة على الإطلاق، حتى أنه كان يشرف في العديد من الأحيان على عمليات قتلهم.
وقال مصدر استخباراتي لصحيفة الغارديان إن البحث عن الصلبي لا يزال قائما بشكل حثيث في العراق وسوريا وحتى في تركيا، خاصة وأن شقيقه عادل الصلبي في حزب “الجبهة التركمانية العراقية” يقيم هناك وتشير المعلومات إلى أنهما على علاقة قوية مع بعضهما البعض.
وترجح أجهزة الاستخبارات التي تبحث عنه أنه يختبئ يتنقل في بلدات غرب الموصل ضمن مجموعات قليلة العدد خوفا من استهدافه كما تم حصل مع البغدادي.
تحذيرات من داعش أكثر توحشاً
وحذر خبراء من عودة تنظيم داعش الإرهابي خلال 2020، ورجحوا أنه قد يكون أقوى مما كان عليه خلال الفترة الماضية، خاصة وأن مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي لا تعني نهاية التنظيم.
وقالت آن برادلي، المحللة الاقتصادية السابقة في مكتب أبحاث الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: “لا ينبغي لنا أن نفترض أن داعش قد هزم وأنه لن يظهر مرة أخرى في المستقبل”.
وأضافت برادلي التي تعمل حاليا مديرة لصندوق الدراسات الأميركية لشبكة فوكس نيوز أن “موت البغدادي هو ثمن باهظ دفعه داعش، لكن ذلك سيتطلب أن يتكيفوا مع الأمر”، فضلا عن أن موت البغدادي لا يمكن اعتباره نصرا كما حصل مع موت زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقالت المحللة إنه يجب التذكير أن داعش سيطر على مناطق في سوريا والعراق بحجم بريطانيا، كاشفة أن التنظيم لا يزال يمتلك أصولا تقدر قيمتها بـ 400 مليون دولار، والتي ربما يستخدمها في تمويل عمليات يمكن أن ينفذها في عام 2020.