كتب سلام الحسيني في صفحته على الفيسبوك:
التلويح بالأقلمة والتقسيم لم يأت بلا مقدمات كما لو أنه فكرة مبتكرة وجديدة ، في جلسة البرلمان الأخيرة التي كانت “مسرحية ولائية” ، قلت حينها إن العقل الذي يُدير العراق حاليًا هو عقائدي مؤطر بشعارات وثوابت لم تنضج بعد مع ماوصل اليه العالم اليوم ، كلمات مستهلكة يتم عجنها بنكهة التقديس ليأكلها الجمهور البسيط ويتلذذ بها بحماس ليستعد للموت.
العقل العقائدي يولد إفرازات خبيثة تسمم فكرة بناء الدولة وسرعان ماتنبثق عوارض التسمم وتظهر للعيان ، لم تفكر الأحزاب الحاكمة بخيارات أكثر نضجًا لمواجهة المشكلة بل زادتها إحتقانًا وصعدت من خطاب الطائفة والتخوين لإثارة الأطراف الأخرى للرد وهذا هو رصيدهم الذي زاد من نفوذهم في السلطة ، كل الشركاء في هذا النظام الفاسد يطبخون هذه الوجبة لجمهورهم للبقاء أكثر ، بمعنى آخر ، عليك أن تموت أنت ليبقى البوق الذي يصنع لك فكرة موتك ، بلا هذه المعادلة لن يبقى مذهب ولا تقديس ولا شهداء ومهرجانات ومديريات وضيافة ومال وفير وحسناوات على طريقة وهبتكَ فرجي مؤقتاً.
أمريكا تُجيد اللعب على هذا الوتر الحساس أكثر من غيرها لتأليب طرف على آخر بتقديم المغريات التي يسيل لعاب العوائل السياسية عليها (البارزاني – النجيفي – الكرابلة – الحلبوسي – وزعماء شيعة ) مثالاً ، سيناريو التقسيم كان ملفاً جاهزاً لكنه مؤجل لحين إتمام لحظته ، كان ينتظر الحادث ليكتمل الحديث ومن يتحمل التبعات هو التكتل الشيعي العقائدي الذي يُريد أن يحكم العراق بالرسائل العملية وأحكام النجاسات والنكاح وليس بطريقة الكبار في السياسة لأنهم لم يقرأوا من التأريخ سوى واقعة الطف وطبخ القيمة والهريسة وشج الرؤوس بدل قطعها ..!!