واشنطن- “ساحات التحرير”
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن عقد اجتماع مهم في البيت الأبيض قبل ساعات من الهجمات الصاروخية الإيرانية الثلاثاء الماضي، حيث كان الرئيس دونالد ترامب وكبار مساعديه يدرسون كيفية التعامل مع هجوم إيراني محتمل بعد أن وصلتهم تحذيرات استخباراتية في ذلك اليوم من أن طهران ستنفذ عملية “على الأرجح” للانتقام لمقتل قاسم سليماني.
التي أوردت تقريرا مفصلا استند إلى مقابلات مع مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين حول تعامل البيت الأبيض مع الأزمة أشارت إلى أن ترامب ونائب الرئيس مايك بنس ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ومستشارين عسكريين عقدوا اجتماعا في “غرفة العمليات” بالطابق السفلي في البيت الأبيض قبل ساعات من الضربات الصاروخية التي أصابت قاعدتين في العراق تضمان قوات أميركية.
البيت الأبيض، بحسب الصحيفة، كان قد تلقى تحذيرات من وكالات الاستخبارات الثلاثاء بشأن هجمات إيرانية محتملة ضد أهداف أميركية في الشرق الأوسط، من بينها قيام ميليشيات تابعة لإيران بمهاجمة قاعدة عين الأسد، وهو ما تحقق بالفعل.
الصحيفة ذكرت أن الاستخبارات الأميركية كانت قد رصدت أنشطة عسكرية إيرانية قبل الهجوم، شملت نقل قاذفات صواريخ، ورصدت اتصالات قادة عسكريين إيرانيين تفيد بأن هجوما إيرانيا سيحدث الثلاثاء.
ورغم ذلك فإنه حتى صباح ذلك اليوم، لم تكن المعلومات واضحة، لذلك تم الإبقاء على جدول أعمال الرئيس كما هو، وشمل ذلك مقابلة رئيس وزراء اليونان الذي التقى به أولا ثم التحق ببنس وأوبراين اللذين ذهبا أولا إلى غرفة العمليات.
وقبل أن يلحق بهما ترامب، كان المسؤولان يديران النقاشات حول التعامل مع هذه التهديدات بينما كان ترامب الذي كان في الطابق الأعلى من البيت الرئاسي برفقة ضيفه محاطا بالصحفيين الذين سألوه عن تطورات الأزمة مع إيران، فقال لهم إن طهران “ستواجه عواقب وخيمة” في حال أقدمت على مهاجة أهداف أميركية.
وبعد انتهاء الاجتماع بضيفه، وصل ترامب إلى غرفة العمليات حيث قام المستشارون العسكريون بطرح الخيارات المتاحة للرد على إيران في حال أقدمت على قتل أميركيين.
كان من بين المجتمعين رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك مايلي، وكبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة ميك مولفاني، وعبر الفيديو كونفرنس، حضرت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جينا هاسبل، التي أبلغت ترامب قبل مقتل سليماني أن التهديد الذي يمثله الرجل أكبر من التهديد الذي يمثله الرد الإيراني على مقتله، وفقا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين تحدثوا مع نيويورك تايمز.
هاسبل كانت قد تنبأت بأن الرد الأكثر احتمالا لإيران على مقتله هو توجيه ضربة صاروخية ضد قواعد تضم قوات أميركية، وهو ما حدث بالفعل بعد ظهر الثلاثاء.
وبحلول الساعة الخامسة والنصف بتوقيت واشنطن، أي بعد حوالي ثلاث ساعات من بدء اجتماع ترامب بمساعديه، علم البنتاغون أن 16 صاروخا قصيري ومتوسطي المدى أطلقت من إيران ضد قاعدتين أميركيتين، ووصل عدد منها إلى قاعدة عين الأسد، لكن لم تصب سوى أهدافا صغيرة، هي مروحية من طراز بلاك هوك، وطائرة استطلاع، وأجزاء من برج مراقبة، وفقا لمسؤول عسكري مطلع.
وبعد دقائق، ضربت صواريخ قاعدة جوية في أربيل، بشمال العراق، كانت مركزا لقوات التحالف وموظفي الخدمات اللوجستية وعناصر الاستخبارات خلال المعركة ضد داعش. هذه الضربة أيضا لم تسفر عن وقوع إصابات.
وأشار مسؤول عسكري أميركي إلى أن قاعدة عين الأسد ليست في مجال أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت التي تم نشرها في دول أخرى بالمنطقة أكثر عرضة للهجمات الإيرانية، وبالنظر إلى التهديدات الأخيرة التي طالت القاعدة، كان القادة العسكريون مستعدون لقيام بعملية إجلاء جزئي للقوات، بحسب نيويورك تايمز.
الصحيفة الأميركية ذكرت أن التحذيرات الاستخباراتية المبكرة كان لها الفضل في عدم حدوث خسائر تذكر نتيجة القصف الإيراني، بعد أن سقطت هذه الصواريخ في أماكن لا تتواجد بها قوات أميركية.