إيران تأمل بـ “مفاوضات منطقية” مع أميركا وتبشّر بـ “نهاية الحكم البريطاني في البحار”

طهران – أ ف ب 

انتهز وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اختيار بوريس جونسون رئيساً للحكومة البريطانية خلفاً لتيريزا ماي، لإبلاغه أن طهران تعتزم “حماية” الخليج. في الوقت ذاته دعا إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني، الولايات المتحدة إلى “مفاوضات منطقية” لترسيخ الأمن في المنطقة.


ويواجه جونسون امتحاناً في التعامل مع أزمة احتجاز “الحرس الثوري” الإيراني في مضيق هرمز ناقلة “ستينا إيمبيرو” التي تملكها شركة سويدية وترفع العلم البريطاني، بعد 15 يوماً على احتجاز جبل طارق، بمساعدة البحرية البريطانية، ناقلة “غريس 1” الإيرانية للاشتباه في نقلها نفطاً إلى سورية، منتهكة عقوبات مفروضة على الأخيرة.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، الذي نافس جونسون على رئاسة الوزراء، أن لندن تريد تشكيل مهمة حماية بحرية أوروبية في مياه الخليج.

لكن رئيس هيئة الدفاع المدني في إيران غلام رضا جلالي اعتبر أن احتجاز “ستينا إيمبيرو” يؤذن بـ “نهاية الحكم البريطاني في البحار”.

وكتب ظريف على “تويتر”: “أهنئ نظيري السابق (جونسون) الذي بات” رئيساً لوزراء لبريطانيا. وأضاف: “لدينا سواحل طولها 1500 ميل على الخليج. هذه مياهنا وسنحميها”.

وتابع أن “إيران لا تريد مواجهة”، مستدركاً أن قرار حكومة ماي احتجاز الناقلة الإيرانية “بأمر من (الولايات المتحدة) هو فعل قرصنة واضح بكل بساطة”.

وأرفق ظريف تغريدته بتسجيل مصوّر قال فيه: “نحن مسؤولون عن الأمن وحرية الملاحة في الخليج. من الأفضل ألا تقحم المملكة المتحدة نفسها في تنفيذ مؤامرات” ضد إيران.

جاء ذلك بعد ساعات على قول ظريف في نيكاراغوا: “من الأهمية بمكان أن يدرك بوريس جونسون لدى دخوله 10 دواننغ ستريت أن إيران لا تسعى إلى مواجهة، وتريد علاقات طبيعية مبنية على الاحترام المتبادل”.

وأضاف: “كان واضحاً أن المملكة المتحدة تعطي التعليمات لمصلحة إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب. ما فعله البريطانيون وسلطات جبل طارق كان انتهاكاً للقانون الدولي وقرصنة”.

أما روحاني فاعتبر أن “إيران كانت على مرّ التاريخ الحارس الأساسي لأمن الملاحة وحريتها في الخليج ومضيق هرمز وبحر عُمان، وستبقى كذلك”. وتابع: “لا بدّ من حلّ مشكلات المنطقة عبر الحوار والتفاوض والتعاون بين دولها”.

في السياق ذاته، رأى جهانكيري أن إيران قادرة على “توفير الأمن في المنطقة، بمساعدة دولها”. وزاد في إشارة إلى الولايات المتحدة: “الطريق لاستتباب الأمن هو أن ترفع الدول الأخرى ضغوطها عن طهران وتدخل معها في مفاوضات منطقية”.

لكن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حسين خانزادي اعتبر أن “الجميع يدرك أن عهد الغطرسة والتبختر في البحار ولّى، ولا بدّ من احترام مصالح الشعوب وسيادة كل الدول”.

وتابع: “نراقب كل السفن العدوّة، خصوصاً الأميركية، نقطة بنقطة من مصدرها حتى اللحظة التي تدخل فيها المنطقة. نمتلك صوراً كاملة وأرشيفاً ضخماً عن عبور القوات الأميركية، يوماً بيوم ولحظة بلحظة، سواء داخل الخليج أو بحر عُمان”.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الإيرانية أن الدول الموقّعة على الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 ستعقد “اجتماعاً طارئاً” الأحد المقبل، في محاولة لإنقاذ الاتفاق بعدما انسحبت منه واشنطن وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.

وقال ناطق باسم الوزارة إن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي توجّه إلى فرنسا، لتسليم الرئيس إيمانويل ماكرون رسالة من روحاني.

Related Posts

LEAVE A COMMENT

Make sure you enter the(*) required information where indicated. HTML code is not allowed