الحريري لا يريد رئاسة الوزراء ويقول إن قراره “قاطع”

بيروت (رويترز) –

قال رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري يوم الثلاثاء إنه لا يريد أن يتولى رئاسة حكومة جديدة ملقيا بعبء إيجاد رئيس وزراء غيره لإخراج البلاد من أزمتها على خصومه ومن بينهم جماعة حزب الله المدعومة من إيران.

وقال الحريري، وهو سياسي سني متحالف مع الغرب ودول الخليج العربية، إن قراره نهائي. وكان قد استقال يوم 29 أكتوبر تشرين الأول بعد احتجاجات مناوئة للنخبة الحاكمة بسبب تقشي الفساد في الدولة.

وبعد قرار الحريري لا يوجد مرشح واضح لتشكيل حكومة سيتعين عليها التصدي لأسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها ين عامي 1975 و1990.

وتولي رئاسة الحكومة قاصر على مسلم سني وفق نظام المحاصصة الطائفية المطبق في لبنان.

وبعد مرور خمسة أسابيع على اندلاع الاحتجاجات لم يواجه لبنان وضعا أسوأ من وضعه الحالي منذ نهاية الحرب الأهلية مما يثير المخاوف على استقرار الدولة الغارقة في الديون.

وأرادت جماعة حزب الله وحلفاؤها عودة الحريري للمنصب لكنه أصر على قيادة حكومة من الفنيين لا تمثل فيها الأحزاب السياسية بينما قالت الجماعة وحلفاؤها إن الحكومة يمكن أن تضم فنيين وسياسيين في نفس الوقت.

وقال الحريري في بيان ”أعلن للبنانيات واللبنانيين، أنني متمسك بقاعدة ’ليس أنا بل أحد آخر‘ لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات“.

وأضاف ”كلي أمل وثقة أنه بعد إعلان قراري هذا، الصريح والقاطع، أن فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور وعلى مصير البلاد وأمان أهلها، سيبادر فورا إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة، متمنيا لمن سيتم اختياره التوفيق الكامل في مهمته“.

وقال سمير الخطيب المقاول البارز الذي طرحته مصادر سياسية كمرشح لرئاسة الحكومة لمحطة (إم.تي.في) اللبنانية إنه مستعد لتولى هذا المنصب إذا كان هناك توافق عليه.

* مشاورات

يتعين أن يجري الرئيس ميشال عون، وهو مسيحي ماروني متحالف مع حزب الله، مشاورات الآن مع أعضاء مجلس النواب لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة. ومن يتمتع بأكبر تأييد سيكون المكلف بالمهمة.

وقال مصدر وزاري قريب من عون إن الحكومة الجديدة لن تكون من ”لون واحد“ وإن جهودا ستبذل مع الحريري ليوافق على أن يكون رئيس الوزراء من جديد.

وقال المصدر إن من المتوقع إجراء المشاورات مع النواب يوم الخميس أو يوم الجمعة.

وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وهو حليف للحريري إن رئيس الوزراء المستقيل اتخذ قراره بعد محاولات لفرض شروط غير مقبولة عليه.

وقال جنبلاط لرويترز إن الحريري قرر فتح الطريق لشخص آخر وإن هذا شيء طيب. ومضى يقول إن الحريري بذل أقصى ما في وسعه من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط مقبولة والوصول إلى حل وسط. وتابع أن محاولته قوبلت بالرفض وأن قراره ترتب على ذلك.

وعبر جنبلاط عن الأمل في نجاح رئيس الوزراء الجديد وأن يركز بالأساس على الأزمة الاقتصادية.

وواصلت قيمة الليرة اللبنانية تراجعها اليوم الثلاثاء. وعرض خمسة تجار عملة أجنبية الدولار يوم الثلاثاء بما بين 2100 ليرة و2130 ليرة وهو ما يعني انخفاض قيمة العملة اللبنانية بنسبة 41 في المئة عن السعر الرسمي.

 

Related Posts