تقرير أميركي: يمكن لواشنطن أن تخفّض تواجدها في بغداد لصالح وجود قوي في إقليم كردستان

بغداد:

أورد تقرير نشر في “معهد واشنطن” أنه يمكن للولايات المتحدة أن تخفض بشكل ملحوظ تواجدها في بغداد من دون الانسحاب من المنطقة من خلال توطيد علاقتها مع حكومة إقليم كردستان العراق. فمن شأن تعزيز علاقتنا العسكرية بشريك موثوق أن يعوّض عن وجود أمريكي محدود في المنطقة ويمكّن الولايات المتحدة من أجل السعي إلى تحقيق أهدافها في المنطقة وأن يضعف الحكومة الموالية لإيران في بغداد”.

 

الرئيس ترامب يستقبل نجيرفان بارزاني على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس الشهر الماضي

واضاف التقرير:

سيسمح توطيد العلاقة الأمريكية-الكردية وتعزيز الوجود العسكري في كردستان العراق للولايات المتحدة بالحفاظ ظاهريًا على التزامها بـ “التحالف العالمي لهزيمة تنظيم ’الدولة الإسلامية‘”. كما سيخوّل تواجد عسكري متزايد في كردستان الولايات المتحدة ممارسة ضغوط قصوى على الحكومة الإيرانية وميليشياتها إلى حين التوصل إلى اتفاق نووي أكثر شموليةً. وفي نهاية المطاف، سيرحب حلفاء الولايات المتحدة، على غرار إسرائيل والسعودية والإمارات العربية المتحدة بهذا التطوّر في أعقاب الانسحاب من بغداد.

وبما يتناقض مع ما هي الحال عليه مع السياسيين في بغداد، ما من علاقة ودية بين قيادة حكومة إقليم كردستان وإيران رغم حاجة هذه الحكومة إلى التنسيق مع جارتها من جهة الشرق بفضل نفوذ هذه الأخيرة الإقليمي وقربها الجغرافي. وبسبب جموح الشريحة الكردية المتواجدة في إيران، تخلت هذه الأخيرة عن الأكراد وتركت مصيرهم في يدي صدام حسين في عدة مناسبات وهي تعارض استقلال الأكراد.

ومع تمركز القوات الأمريكية في إقليم كردستان، ستتمكن الولايات المتحدة أيضًا من تجنب أي من التداعيات المحتملة الناتجة عن التقسيم المستقبلي المستبعد ولكن المحتمل للعراق. ونظرًا إلى أنه من المستحيل معرفة إلى أين ستؤدي الاحتجاجات المستمرة والهجمات المضادة في بغداد وغيرها من المدن الكبرى، لا يجب استبعاد أن تتطور لتتحول إلى حرب أهلية بسبب العنف المتجلي أساسًا.

لكن في ظل مثل هذا الانقسام، قد تدفع علاقة متينة مع حكومة إقليم كردستان والإبقاء على تواجد القوات الأمريكية على المدى الطويل بأمريكا إلى النظر في نهاية المطاف في الاعتراف رسميًا بدولة كردية، وهو هدف لطالما سعى الشعب الكردي إلى تحقيقه لكنه تبخر في أيلول/ سبتمبر 2017 حين نجحت حكومة إقليم كردستان في إجراء الاستفتاء بشأن الاستقلال بسهولة ولكنها عجزت عن حشد دعم دولي لنتائجه. وإذا ما كان سيُصار إلى تعزيز مكانة بغداد كأحد وكلاء إيران، من شأن استقلال الأكراد أن يمارس ضغوطًا مالية إضافية على حكومة تعاني أساسًا لسدّ عجزها، ما يعزّز مغزى إعادة تركيز القوات الأمريكية في إقليم كردستان العراق الآن.

وأخيرًا، تُظهر التطورات التي شهدتها الأسابيع الفائتة أنه يجدر بالولايات المتحدة أن تفكر جديًا بالخروج من بغداد والترحيب بخيار الالتزام الشديد بالتعاون العسكري مع حكومة إقليم كردستان. ومن المرجح أن تكون إعادة التموضع الاستراتيجي هذه– التي تمثل الحل الوسط بين البقاء في بغداد والخروج منها- أن يعود بفائدة أكبر على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ويساعد على إرساء الاستقرار في المنطقة أيضًا.

Related Posts